هنا .. في بؤرة يملؤها البياض في الالفيه السريع...

هنا .. في بؤرة يملؤها البياض في الالفيه السريعه في زمني هذا كل شي يتسم بالتغيير المفاجيء في يومٍ رتيب يشبه أي يوم عمل ، بالمناسبه أنا لا أحب عملي لكني أخلص فيه دوماً في الساعه العاشرة والنصف تحديداً أبتسمت الحَياة وطلّت خيوط الشّمس كأنها ولأول مره تفرد اجنحتها على أرض الحَياه حتى ظننت أن معجزتاً مآ على وشك الحدوث .. كنت في مهمة في أحد الوزارات الرَسميه لتأدية دوري كباحثه نفسيه ، لطالما ظننت أني من بحاجة لعلاجٍ نفسي نتيجة ما عاصرت من هَزات أسريه ، لكني إلى الان متماسكه على ما يبدو ، كنت يومها في قمة التعب حتى أني في جلسة الارشاد النفسي للحالة التي أنا مسؤوله عنها كنت في قمة شرودي ، كنت أشعر أن عقارب الساعه مصابة بتخمة نتيجة غداء فاخر قامت بألتهامه أو أن الوقت هو من التهمني، فكادت الجلسة العلاجية لا تنتهي حتى استنزفت آخر قطرة انتباه مني .. أنا اظن أن اجمل الاشياء تحدث لنا ونحن غير مدركين ! هدايا القدر ثَمينه .. في طريقي للمنزل يرّن هاتفي مراراً فإذا به الموظف الذي كان معي اثناء الجلسة ، بعد المقدمة الرسميه و شرودي المستمر حتى راح الوقت ولم اشعر انه كان يتحدث معي طيلة الطريق فإذا بي اغلق الهاتف و اعيد التفكير كيف طالت مدة المكالمه هكذا؟ وما المواضيع التي تحدثنا بها ؟ مليون استفهام كان يتراقص وربما يتقاتل حول رأسي لكن على اي حال لا يهم .. حدث عابر أظنه .. أنا فتاة الحظ السيء ، وكانت كلمة من حرفان قادره على ابادة جراثيم الافكار التي كانت تتآكل في صدري ونتِج عنها رائحة عفن نتنه يتجمع حولها اكبر عدد من الهزائم التي خضتها في معركة الحياة . فنجان القهوة اصاب بالزكام سرق فكري حتى بردت قهوتي المّرهـ .. مع مرور الوقت تكررت اتصالاته لي وتفاقمت الاسأله في جوفي ، فبادرت بسؤالي الصريح حول سبب ميلانه الغريب و محادثاته التي لاتنتهي .. هو رجل شرقي بطابع غربي ، عيناه بؤرة منفتحه على العالم بطريقة خاصه كان يرى الامور بصورة مميزهـ ، يتسم بالهدوء لكنه كثير الحركة ، وسيم ، طويل و عريض المنكبين ، شعره أسود اللون له طريقته الخاصه في تسريح شعره على ما يبدو ، أظنه كثير التدخين شفتاه صرحت بذلك ، اعتقد انه مدمن تفكير ايضاً، والباقي أنا في طور اكتشافه . في غفلة مني كنت أتساءل لماذا تهدينا الدنيا الشخص الصائب في الوقت الخاطيء ؟ أهو اختبار من الدنيا أم هدية سماويه؟ كنت في فترة يتخللها الضغط الرهيب ، فترة تلزم مني صمت طويل صبر جميل ، أعتدت ان تتقاذفني الدنيا من كل ميل و أن لا أميل مع كل عاصفة ريح ، أنا الجبل الثابت ، أنا البركان الصامت ، أنا بحر عميق و في عمقي أسرار لانهاية لها .. بالحديث عن شكلي ، أنا فتاة بيضاء البشرة ، لديّ عينان واسعتان كأتساع السماء الزرقاء ، تتفتح الورود من وجنتي ، لن اسهب في وصفي لكن كل من رآني أقسم أن الجَمال خلق من ثغري .. على اي حال دائما ما أردد أن الجمال الخارجي هبة الله لا يحق للانسان ان يتفاخر به السؤال هو : هل تعتقد انه لي امكانيات جيدة للكتابه؟ هل طريقتي تشد القاريء ام هي ممله؟