السلام عليكم ورحمة الله وبركاته هذا الموضوع "...

تعتبر الدولة العثمانية من الدول التي سطرت في بداياتها تاريخا أسطوريا حافلا بالانتصارات.
فقد كان يحكمها السلطان سليمان القانوني الذي جاب العالم كله بجيشه الضخم فاتحا، ففتح كثير من البلدان وجعل أهلها يعتنقون الإسلام.
وقد ساهم ازدهار هذه الدولة و حفاظها على العدل والقيم الإسلامية في توثيق هذه الانتصارات والفتوحات، فقد كانت الدولة العثمانية تمتلك جيشا ضخما، كذلك كان لها اقتصاد ناجح ومتفوق، عوضا عن نشاط حلقات العلم والعلماء وحلقات تحفيظ القرآن في ذلك العصر كل ذلك ساهم في زيادة التوسعات وزيادة الرقعة الحغرافية للدولة العثمانية.
ولكنها بعد وبتغير حكامها بدأت بفرض كثير من السياسات الظالمة على الناس و التي تمثلت في تهميش العرب و المسلمين و منع إنشاء مدارس لهم و نشر الجهل بينهم ، و الطمس على اللغة العربية و فرض اللغة التركية بدلا منها تحت مسمى سياسة التتريك إضافة إلى أن المناصب العملية كالتدرس و الطب و الهندسة أصبحت متوارثة تماما كمناصب الحكم ، كل ذلك زاد من نقمة الناس عليهم فبدأت الحركات الثورية بالظهور و التي طالبت بالقضاء على الدولة العثمانية ، و مع أن الدولة العثمانية قمعت هذه الحركات بكل ما أوتيت من قوة إلا أنها بقيت حامية الوطيس و وقفت بكل شموخ و صمود أمام ترسانة الدولة العثمانية .
و كنتيجة لكل ما سبق بدأ الضعف يدب أوصاله في بنيان الدولة العثمانية ، و رغم كل محاولات الدولة العثمانية الحثيثة للإصلاح و بناء صلح مع العرب المسلمين إلا أن صوت الثورة كان أقوى من كل ذلك .
و في عام 1336 للهجرة خرجت الدولة العثمانية من الحرب العالمية الاولى خاسرة بعد أن احتل الحلفاء العاصمة التركية إسطنبول و سيطروا على البحار جميعها و احتلت اليونان كافة الأراضي التركية ، فأصبحت الدولة العثمانية بذلك مهاجمة داخليا من قبل العرب المسلمين و مهاجمة خارجيا من الدول المعادية لها فأصبحت ضعيفة جدا و أطلق عليها لقب (الرجل المريض) في تعبير بليغ عن مدى الضعف الذي لحق بها ، و استمر الضعف ينهش أركانها إلى ان غابت عن العالم كليا و انتهى بذلك عهد الدولة العثمانية.
تحميل تطبيق جواب لمتابعة استفسارك مباشرة مع الخبير ، كما يمكنك التواصل مع خبراء مختصين في أكثر من 16 مجال. بالإضافة إلى مواضيع أخرى يومية من خلال الضغط على هذا الرابط تحميل تطبيق جواب