اريد تفسير حلم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. 
عميلنا العزيز: الرجاء ذكر الجنس والعمر والحالة الإجتماعية والحالة الوظيفية والحالة الصحية والحالة الدينية لك ولمن رأيت إذا رأيت من تعرفه فالتفسير يختلف بحسب حال كل شخص وظروفه المحيطة، فالمنامات لا تفسر لكل الناس على نفس المعاني فتفسير المنام للرجل يختلف عن تفسيره للمرأة، وكذلك للكبير غير عن الصغير، والمتزوج غير عن الأعزب، والذي يعمل غير عن الذي لا يعمل، والصحيح غير عن المريض السقيم، والمسلم غير عن غير المسلم، والقائمة بواجباته الشرعية ليس كالمفرط التارك لوجباته، وهذه المعلومات لا تدل على شخصية العميل بذاته، فالرجاء ذكر هذه المعلومات وذكر المنام بشكل كامل وواضح وسوف يرد عليك بأقرب وقت وبحسب الدور إن شاء الله.

الأخت الفاضلة: رأيت خيراً وكفيت شراً بأذن الله
في البداية أنبه بأن ليس كل ما يره النائم يعد رؤيا صالحة والتي هي رسالة من الله، فالرؤى أقسام منها: ما هو رسالة من الله يبشر بها العباد، ومنها: الحلم وهو من الشيطان وهو أضغاث أي مشاهد غير مكتملة، ومهمتها التخويف والتحزين والتشكيك والخداع، ومنها: حديث النفس وهو ما يشغل الإنسان به نفسه أو ما يتمنه أو ما يخشه فيظهر في النوم، وقد قال صل الله عليه وسلم: ( الرؤيا ثلاث، فرؤيا حق، ورؤيا يحدث الرجل نفسه، ورؤيا تحزن من الشيطان) رواه مسلم، إذاً ليس كل ما نراه رؤيا صالحة، والرؤيا الصادقة لها شروط، ومن شروط الرؤيا الصالحة أن لا تخالف مقتضى العقل السليم، ولا تخالف مقتضى الشرع الحكيم، ولا تكون نتيجة لإنشغال الرائي بمحتوى المنام، وعلى أن لا تكون خالية من التوجيه والمعاني الصالحة التي تليق بالمرسل سبحانه، لأنها رسالة من الله وليست عبث، فإذا كان فهي شئ من ذلك فقد قال الله تعالى عن مثلها: ( أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ ۖ وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الْأَحْلَامِ بِعَالِمِينَ) يوسف (44)، قال العلماء يعنون أنها أخلاطٌ، رؤيا كاذبةٌ لا حقيقة لها، ولعل الرائية لا تنام على السنة النبوية مما يسهل تلاعب الشيطان في المنام، وهذا المنام من ذلك فهو على الغالب رؤيا حديث نفس من ما تفكر به الرائية كثيراً ولعلك تتمنى حصول ذلك من ما يؤثر على مشاعرك فتشاهديه في المنام، ولا يكون في هذه الحالة رؤيا من الله، بل رؤيا حديث نفس، فلعلك مترددة ومتحيرة ومتخوفة من ما ترغبي به وتفكر به كثيراً، وتتوقعي ردة فعل أهلك ليست كما تريدي، فهذا ما جعلك تشاهدي المنام رؤية ما في العقل الباطن ولا يكون بهذه الحالة رسالة من الله، ولكن لا يوجد ما يمنع بأن تكون رؤيا صادقة، ولمعرفة صدق المنام من كذبه لابد من معرفة حقيقة الزوج وحقيقة العلاقة بينكما، فإذا كان رجل صالح يقيم دينه بفعل الواجبات وبترك المحرمات ويجتهد في الطاعات، وله خلق طيب، ولا تعرفي عنه غير ذلك، والعلاقة بينكما لا يوجد فيها ما يغضب الله كما يحدث في هذه الأزمنة، فقد تكون رؤيا صادقة تحذرك من هذه الأفكار التي تراودك بشأن الطلاق من رجل صالح صاحب دين صحيح وخلق طيب فهو عمل يغضب الله ويغضب الأهل وفي النهاية لن تصلي لما تريدي، والسفر في المنام يدل على التغير التبديل في الظروف والأحوال، وقد يكون تغير في المكان، ولمعرفة خير السفر في المنام من شره يجب مقارنة المكان الذي أنت فيه قبل السفر مع المكان الذي تسافري له، فإذا كان المكان الذي أنت فيه أفضل من المكان الذي سافرت له في المنام، فهو يقول لك بأنك تسعي لتغير من الخير إلى الشر، أو من الصلاح إلى الفساد، ويكون بمقدار ما بينهما من فرق بالمستوى، والعكس صحيح، إذا المكان الذي سافرت له يبدو أفضل من المكان الذي خرجت منه في المنام فهو يدل على تغير للأفضل، والفرح بالطلاق في المنام يعرف صدقه بحسب الزوج، لأن الأصل في الطلاق هو فساد وشر وخراب للبيوت، ما لم يكون له سبب مشروع، فالفرح في المنام بهذه الحالة يكون حزن، ولعل أهلك لا يوافقونك على ما تريدي، والبكاء في المنام حزن أو معصية وقد يكون ندم أو مصيبة فالحذر، والعناق مع الوالد يدل على المحبة والشوق، ودلالة بأنك وجدت نفسك ما تزال في نفس المكان الذي أنت فيه فهو يدل على رغبة والدك بالبقاء حيث أنت محبة منه ورعاية، وهذا إذا كان زوجك رجل صالح فقط، وإذا لم يكون كذلك فقد يكون مجرد حلم من الشيطان أو حديث نفس كما سبق والله أعلم.

الأخت الفاضلة: بما أن الأمر جد في الحقيقة: النصيحة
 والذي يجب أن يقال هو بأن لا تعتمدي على المنامات في تقيم الناس، وذلك لأن الصحيح أختاه أن يعمل بمثل هذه المسائل المهمة جداً بالأحكام الشرعية وليس بالأحلام المنامية، والأحكام الشرعية تقول في هذه المسألة من جهة المرأة فالأمر الشرعي الواجب عليها هو تحديد حال الزوج بوضعه في ميزان الشرع، وصاحب الشرع هو الله الذي تطلبي منه في الرؤيا التي تبحث فيها عن ما أنت بحاجة معرفته بما يخص الزوج ومستقبلك معه، ومع أن الجواب الأكيد القطعي الصحيح موجود بين يديك وهو في كتاب الله وسنة رسوله صل الله عليه وسلم، ولا يصح ولا يجوز ترك مثل هذه المسائل المهمة جداً والكبيرة للمنامات التي لا أحد يستطيع أن يجزم إذا كانت رؤيا حق من الله أو حلم من الشيطان أو حديث نفس أو أضغاث أحلام لا معنى لها، وقد قال صل الله عليه وسلم: ( الرؤيا ثلاث، فرؤيا حق، ورؤيا يحدث الرجل نفسه، ورؤيا تحزن من الشيطان) رواه مسلم، فأحياناً يكون حلم من الشيطان يريد أن يفسد على الرائي ويجعل الخير شر، وأحياناً العكس بأن يجعل الشر خيراً، وأحياناً تكون رؤى حديث نفس وهي ما يدور في العقل أو القلب ويسيطر على المشاعر فيراها النائم في منامه وليست رؤيا من الله، إذاً ليس كل شئ تشاهديه في المنام هو رؤية من الله، لذلك الله سبحانه لم يكلفك في المنامات ولكنه كلفك بالشرع، وسوف يحاسبك على ما تختاريه، فإختيار الزوج أو فراقه أمر تكليفي، والشرع يقول بأن المرأة السعيدة الموفقة من تزوجت بالرجل الصالح، والرجل الصالح هو: صاحب الدين الصحيح الصادق وصاحب الخلق الطيب، ودليل على ذلك فقد قال رسول اللَّه صل اللَّه عليه وسلم: ( إِذَا خَطَبَ إِلَيْكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَزَوِّجُوهُ، إِلَّا تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ، وَفَسَادٌ عَرِيضٌ ) صحيح الترمذي، فإذا كان زوجك رجل صاحب دين صادق وتدين مستقيم وكذلك له خلق طيب تمسك به ولا تفرط به، ولا يجوز لك فراقه بلا سبب مشروع، والدين الصحيح المقبول هو أن يكون ملتزم بأوامر الله كلها طاعة الله، ومجتنب لنواهيه كلها طاعة الله، حريص على دينه، والخلق الطيب أن يكون شجاع ليس بجبان، كريم ليس ببخيل، طيب النفس ليس بخبيث، يغار على عرضه وليس بديوث والعياذ بالله وما أكثرهم في هذا الزمان، وهكذا من هذه الصفات الطيبة فهذا هو الرجل الذي يزوج ويتمسك به وتؤجر المرأة على الزواج به والصبر معه إذا كان عنده نقص في أمور الدنيا، وتكون حياتها سعيدة موفقة في الدنيا وكذلك يكون عوناً لك على الأخرة، إن شاء الله، وهناك أمور أخرى قد ترغب بها الفتاة وليست من الأصول بل هي من الفروع مثل حسن شكله وسلوبه أو أن يكون حامل شهادة عليا أو من عائلة كبيرة مشهور أو يكون رجل غني وفي هذا الزمن أن يكون حبيب، وهكذا مما يبحث عنه الناس، ولا بأس به لو توفرت ولكن لا تكون هي الأصل، فالنصيحة أختاه أن لا تتعجلي بالقرار حتى لا تندمي في ما بعد لا قدر الله،
فالطلاق للفتاة أمر كبير وسوف يؤثر عليك طوال حياتك، خصوصاً وأنت لم يمضي على زواجك الكثير من ما يفتح الكلام عليك، فإذا كان زوجك رجل صالح، وفيه الشروط الشرعية لزوج الصالح بأن يكون يقيم دينه بفعل الواجبات طاعة الله، ومبتعد تارك للمحرمات وله خلق طيب، فالنصيحة بالعمل على إنهاء المشاكل بأسرع وقت إذا حصل بينكما شئ، ولا تتركي الأمور تزداد والفرق يشتد وتتحول الأمور إلى الأصعب، ويصبح الحل غير ممكن، وبالخصوص إذا تدخلت أطراف من جهتك وأطراف من جهته فهذا كمن يصب الزيت على النار، ولتعلم الأخت بأن نسبة الطلاق في هذه السن وصلت لحد صادم مما يدل على أن الأسرة المسلمة تمر بفتن لم تراى مثلها من قبل، فنسبة الطلاق وصلت إلى 60 بالمئة من عدد عقود الزواج، وهذه كارثة بكل معنى الكلمة والسبب الأول والأعظم بعد الناس عند دين الله الذي حدد لكل من الزوج والزوجة المسؤوليات ولكل مكانه الذي يليق به ولكن الناس للأسف لم يعدوا يلتفتوا لشرع الله إلى القليل ولا حول ولا قوة إلا بالله، وهناك من يحاول أن يدمر الإسلام بتدمير شرائعه وبالخصوص ما يتعلق بالأسرة فالحذر أختاه، فإذا كان زوجك كذلك فالمبادر بإصلاح والتقرب منه ومحاولة صرف فكرة الطلاق ولا تظني بأن الأمور تبقى هكذا ولكن أعطي نفسك فرصة قبل أن تفسدي على نفسك بأمر عظيم وكبير سوف يبقى متعلق بك طوال حياتك، ولو كان هناك شئ من طرف الزوج بما أنه رجل صالح فتجاوزي له عن كبوته فنحن في زمان مخيف، ولكن المشكلة إذا كان زوجك ليس من أهل الصلاح تارك للواجبات أو يفعل المحرمات فهذا له شأن أخرى ولا ينفع معه التسامح والتنازل للأسف وفقك الله لما فيه فلاحك نجاحك في الدنيا والآخرة والله أعلم.