ح أن يوجد رجل في الحي.وهو في الحقيقه لديه عداوه مع...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الأخ الفاضل: رأيت خيراً وكفيت شراً بأذن الله
بما أنه رجل مسلم يحافظ على صلاته في المسجد، ويوجد بينكم شئ من الخلافات القديمة، في البداية لابد من أن أنبهك بأن ليس كل ما تراه تكون رؤية صالحة صادقة من الله، ولأن الرؤى الصادقة الأصل بها الخير والبشارة والتقريب بين المسلمين والبعد عن المفسدون، فإذا لم تفعل الرؤى ذلك فهي ليست رؤيا بل حلم من الشيطان يسعى لزيادة الفرقة بين المسلمين مما يوقعكم بالأثم فالحذر، وعلى فرض صدق المنام: رؤيا الشخص المعروف في المنام تدل عليه نفسه ولا يكون رمزاً لغيره فيكون هو ذات الشخص. وتعرف دلالة رؤيته في المنام، من حقيقته في الواقع، فإذا كان شخص صالح في دينه ذو فائدة في دنياه، فهو يدل على حصول الخير وتحقيق المصلحة في أمور الدين والدنيا إن شاء الله منه أو عن طريقه، والعكس صحيح، إذا شخص فاسد في دينه أو فاشل في دنياه فهو تحذير لك من حصول ذنوب أو سلوك منهج غلط لا يؤدي لفائدة في أمور الدنيا، وبما أنه رجل صالح يقيم دينه ويحفظ صلاته فرؤيته في المسجد يصلي فهو تذكرة لك بأنه أخيك المسلم له ما لك وعليه ما عليك، فقال اللهُ تعالَى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} [الحجرات: 10].وقال صل الله عليه وسلم: المسلمُ أخو المسلمِ لا يظلِمُه ولا يُسلِمُه مَن كان في حاجةِ أخيه كان اللهُ في حاجتِه ومَن فرَّج عن مسلمٍ كُربةً فرَّج اللهُ بها عنه كربةً مِن كُرَبِ يومِ القيامةِ ومَن ستَر مسلمًا ستَره اللهُ يومَ القيامةِ. رواه البخاري ومسلم، وإذا كان الرجل جاركم فهذا حق ثالث عليك، كما قال الله تعالى: {وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ} [النساء من الآية:36[، فجمع سبحانه بين الأمر بعبادته والأمر بالإحسان إلى خلقه، ومن ذلك الإحسان إلى الجار مسلمًا كان أم كافرًا، قريبًا أم غريبًا، ملاصقًا أم بعيدًا . فهو مسلم صالح وجار لك وتصلوا معاً فهذه جملة كبيرة من الحقوق فالحذر أخي من معصية الله فيه، ووضع شئ أمامك وأنت تصلي تفسر على أنه رجل صالح يمهد لك حتى تحسن صلاتك وهذا في المنام وفي الحقيقة يدل على أنه رجل فيه خير وفائدة ومنفعة ويمهد لك الطريق لتواصل معه فالصلاة صلة وقيام بالفرائض وأدأء للحقوق، فبادر أخي ولا تستمر على هذه الخصومة فهي أثم، قال سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾ [الحجرات: 10]. وقال النبي صل الله عليه وسلم قال: «لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخواناً، ولا يحلّ لمسلمٍ أن يهجر أخاه فوق ثلاث أيام». وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تفتح أبواب الجنة يوم الاثنين ويوم الخميس، فيغفر لكل عبد لا يشرك بالله شيئا إلا رجلا كانت بينه وبين أخيه شحناء، فيقال: أنظروا هذين حتى يصطلحا أنظروا هذين حتى يصطلحا أنظروا هذين حتى يصطلحا»، ومن طريق آخر عند مسلم: «إلا المتهاجرين». فهل تقبل بأن توقف أعملك ولا يتم لكما المغفرة والعياذ بالله، وهذه الدنيا أخي أقصر من أن نصرفها بالنزاع والتدابر والخصومات خصوصاً إذا لم يكون هناك شئ شرعي وإنما تحريض نفسي أو تفريق من الشياطين، ولا ندري متى يأتي أمر الله ونلحق به ثم يكون الحساب على معصية في هذه الخصومة، بما أنه رجل صالح فعزم أمرك وتوكل على الله وبادر بزيارته هكذا بلا مقدمات مفاجأة بلا ترتيبات فلا يراك إلا أمامه وسوف ترى كيف يعاملك بنفس الطريق، خصوصاً إذا مهدت بالتعامل معهم في المسجد ولا تستصغر نفسك فأنت رجل، أسال الله أن يوفقك لهذا الخير ويجعلك مفتاح للخير مغلق للشر اللهم آمــــــــــــــــــــين، والله أعلم.

 

الأخ الفاضل: 
لقد نبهتك بأن التفسير يكون لأهل الإسلام وأهل الصلاح وأهل المسجد ممن يحافظون على صلاتهم في المسجد يكون التفسير بأحسن ما يكون ولهذا هي الرؤيا، والعكس يعني ليست رؤيا، لأنه هل تظن بأن الله يبعث لك رؤيا يحرضك من رجل مسلم عابد له؟! بالطبع لا، لذلك عليك أن تحمل التفسير على أحسن وجه وهو كما ذكرت لك، وعمل بما ذكرته لك، ولعل المقصود بحجز المكان لأبنه يرمز إلى أنه سوف يتعبرك كأبنه، وفي النهاية ذكرت لك بأنه قد لا يكون رؤيا بل مجرد حلم من الشيطان إذا كان يدفعك لزيادة في الخصومة والمعصية بتخويفك من أهل الإسلام وأهل الصلاح، لذا أخي أعمل على ما ذكرته لك إذا ارادت أن يغفر الله لك ويرفع درجتك وفقك الله.