رأيت والد زوجي ( متوفي منذ ١٧ عام) يريد أن يستحم...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
خيراً رأيت وشراً كفيت بأذن الله، رؤيا العم المتوفى في المنام في الأصل تدل على: الخبر والتذكرة. إذ من هذه الرؤى نتمكن من معرفة أحوال المتوفى فإذا ظهر في المنام مرتاحاً سعيداً ضاحكاً أو مبتسماً يرتدي ثياباً جميلة ونظيفة عليه أثر الهناء والفرح والسرور أو يأكل ويشرب ويتمتع بشئ طيب أو يقول ويفعل شئ صالح، فيدل ذلك على حاله بعد الموت عند الله سبحانه وتعالى ، وإذا دل حاله على عكس من ذلك والعياذ بالله فالعكس أيضاً صحيح، وهذه الرؤيا تحمل رسائل الأولى: تقول بأن العم رحمه الله في حالة جيدة في مستقر رحمة الله بأذن الله، وإذا كان العم ظاهره قبل الوفاة بأنه من اهل الصلاح والتقوى فهذه بشرى عظيمة فلعل الله قد أنزله الله منزلة أحد الشهداء فقد قال الله تعالى:( وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ . فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ . يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ ) آل عمران/ 169-171، فالشهداء وحدهم الأحياء عند ربهم يرزقون كما في الآية، والشهادة أصناف كما قال رسول صل الله عليه وسلم: (القتلُ في سبيلِ اللهِ شهادةٌ ، والطّاعونُ شهادةٌ ، والغرَقُ شهادةٌ ، والبطْنُ شهادةٌ ، والحرْقُ شهادةٌ ، والسُّلُّ ، والنُّفساءُ يجرُّها ولدُها بسُرُرِها إلى الجنةِ)[صحيح الجامع]. وهناك غير هذه الأصناف بكرم الله ومنته سبحانه فقد يكون العم قد مر بشئ من تلك الأمور، والشهيد حي عند الله لذلك هو في المنام يطير تحت عرش الرحمن كما قال صل الله عليه وسلم: وأن أرواحهم في جوف طير خضر تسرح في الجنة حيث شاءت، ثم تأوي إلى قناديل تحت العرش» (رواه مسلم). ولكن طلب الإستحمام يدل على أن هناك شئ ينغص عليه خلفه وراءه يحتاج منكم أن تساعده عليه|، والغسل في المنام طهر وتوبة وعمل صالح يصله منكم وينتفع به، وأعمال البر للميت هي كما قال رسول الله صل الله عليه وسلم: (إذا مات الإنسانُ انقطع عنه عملهُ إلا من ثلاثةٍ: إلا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له )؛ رواه مسلم ، فهذا ما يحتاجه الميت صدقة تمحو له شئ من الذنوب والمعاصي، أو أحد من الصالحين يدعو له بخير في كل وقت وحين فجتهدوا بذلك ولا تغفلوا عنه وعن كل ميت لكم. وأنصح بتفقد ذمته رحمه الله فلعل عليه شئ من الحقوق لم يؤدها، والحقوق نوعان حقوق لله وحقوق للناس، وحقوق الله كالحج الواجب والعمرة، أو زكاة كانت واجبة عليه ولم يخرجها في وقتها، أو الصيام الواجب، وقد يكون نذراً في ذمته لم ينفذ، وقد تكون حقوق للناس، فلعل هناك مظلمة لأحد من الناس لا تزال في عنقه، أو ديون مالية، أو ظلم بميراث أو وصية لم تطبق كما يرغب، والعمل على أصلاح الحال للميت يكون من أجور أعمالكم الصالحة له، والحسنات تكون إما لزيادة في الدرجات وذلك إذا كان من المحسنين في الدنيا، أو من نقص في ميزان أعمله إذا كان من المقصرين رحمه الله، لذلك تفقدوا ذمته المالية والمعنوية والشرعية كما ذكرت فإذا صح المنام فلابد وأن يكون عليه شئ من هذه الأمور، ولعلك من يكون سبباً لذلك ولعلك مطلعة على شئ يحتاج اصلاحه، وهو ينتفع به فكل ما تقوموا به يصله مما يرفع درجته ويعفى عنه هو طيرانه تحت العرش، ومحبة الميت للحي بشارة لمن كان من أهل الصلاح القائم بطاعة الله فهي بشارة بمحبة الله وتقبل الأعمال إن شاء الله، والرسالة الثانية لرؤيا المتوفى: هي للرائي فرؤيا الموتى بالأصل هي تذكرة وموعظة، بأن هذه الدنيا لا يطمأن لها ولا يغفل عنها إلا المخدوع فهذا هو العم الحما قد كان بينكما بالأمس، وها هو اليوم في دار الحق حيث حساب ولا عمل، وأنتم في دار الدنيا حيث عمل لا حساب، فهل إستغلينا الدنيا لتكون مدخلنا لنا للأخرة يوم حساب لا عمل فيه، نسأل الله لكم الهداية والتوفيق والفرح والسرور في الدنيا والأخرة، والله أعلم.