ماتفسير شعوري بالعطش واني لم يكن معي ماء وابحث عن...

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخت الفاضلة: رأيت خيراً وكفيت شراً بأذن الله
رؤيا العطش في المنام يدل على التعب والمشقة، وقد يكون فساد في الدين لأهل الدنيا، أي إذا كنت مشغولة عن دينك تاركة للواجبات الشرعية، أو تفعلي المحرمات القطعية، وقد يكون العطش في المنام فساد في الدنيا لأهل الدين، أي لمن كان قائماً بواجباته الشرعية بفعل الفرائض ومبتعد عن المحرمات ويجتهد في العبادات ومن رأى في المنام أنه عطشان ويبحث عن الماء فإنه يطلب أمراً ولا يناله لأن يسعى لأمر غير حقيقي يتوهمه كقول الله تعالى: ( يحسبه الظمآن ماء )، فمن رأى: أنه يريد أن يشرب ولم يستطيع، فإن ذلك يدل على أنه لا ينال حاجته التي يتمناها، والعطش في منام أهل الألتزام والصلاح تحذير من الوقوع في خلل في الدين فالحذر، ولأن العطش في المنام يدل على التخلق في مسألة بأخلاق أهل الفتنة فالحذر، ومن رأى في المنام أنه عطشان فإنه بحاجة إلى الزواج، ومن كان عطشان ويبحث عن الماء فهو قد يكون يسعى للصلاح في أمر دينه ودنياه، ومن كانت عطشة ثم وجدت الماء مع صديقة معروفة لك في الواقع، وكانت الماء صافية وشربت منها فهي قد تكون بشارة لك بالزواج من رجل صالح صاحب دين صحيح وخلق طيب إن شاء الله، لقوله تعالى: ( وهو الذي خلق من الماء بشراً فجعله نسباً وصهراً ). والماء النقي كذلك بداية حياة جديدة طيبة قال تعالى: (  وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ۖ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ ) الأنبياء (30)، ويدل الماء على الهداية إلى الصراط المستقيم بعون الله قال تعالى :( وَأَلْقَىٰ فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَارًا وَسُبُلًا لَّعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ) النحل(15) وكذلك الماء طهور وثبات على الحق ورزق طيب، فقد تكون صديقتك هي ذاتها سبباً لحصول ذلك أو عن طريقها، وقد تكون الزميلة رمز لأحد من الزميلات تكون سبباً لحصول ما يدل عليه ذهاب العطش والإرتواء إذا شاء الله وصدق المنام والله أعلم.
 ،

الأخت الفاضلة: بما أن الأمر جد في الحقيقة:
في البداية لابد من التوضيح، بأن الإستخارة ليس لها أرتباط شرعي في المنام، إذا أن رسول الله صل الله عليه وسلم لم يكون إذا أراد فعل شئ يستخير ثم يذهب للنوم حتى يرى ما هو الجواب، ولا علم هذا لأحد من الصحابة ولا هم علموه لمن بعدهم، هذا الكلام يقوله الناس العوام لا حجة عليه ولا برهان، فالمنام شئ والإستخارة شئ أخر، وهذه الأمور الغيبة لا تأخذ إلا من يعلم الغيب الله سبحانه أو رسوله صل الله عليه وسلم في ما أطلعه عليه، ولم يثبت بأن الإستخارة لها علاقة في ما تشاهديه في المنام، والذي يجب أن يقال هو بأن لا تعتمدي على المنامات في تقيم الناس، وذلك لأن الصحيح أختاه أن يعمل بمثل هذه المسائل المهمة جداً بالأحكام الشرعية وليس بالأحلام المنامية، والأحكام الشرعية تقول في هذه المسألة من جهة المرأة فالأمر الشرعي الواجب عليها هو تحديد حال الحبيب بوضعه في ميزان الشرع، وصاحب الشرع هو الله الذي تطلبي منه في الرؤيا التي تبحث فيها عن ما أنت بحاجة معرفته بما يخص الرجل ومستقبلك معه، ومع أن الجواب الأكيد القطعي الصحيح موجود بين يديك وهو في كتاب الله وسنة رسوله صل الله عليه وسلم، ولا يصح ولا يجوز ترك مثل هذه المسائل المهمة جداً والكبيرة للمنامات التي لا أحد يستطيع أن يجزم إذا كانت رؤيا حق من الله أو حلم من الشيطان أو حديث نفس أو أضغاث أحلام لا معنى لها، وقد قال صل الله عليه وسلم: ( الرؤيا ثلاث، فرؤيا حق، ورؤيا يحدث الرجل نفسه، ورؤيا تحزن من الشيطان) رواه مسلم، فأحياناً يكون حلم من الشيطان يريد أن يفسد على الرائي ويجعل الخير شر، وهذا مثلاً بأن يكون الخاطب رجل تتوفر فيه الشروط الشرعية ولكنه يجعلك تشاهديه في المنام بشكل سيئ وفاسد، وأحياناً العكس بأن يجعل الشر خيراً، بأن يكون الرجل لا تتوفر فيه الشروط الشرعية تارك للواجبات، ويفعل المحرمات، ومع ذلك يجعلك الشيطان تشاهديه بصورة جميلة حتى يخدعك، وأحياناً تكون رؤى حديث نفس وهي ما يدور في العقل أو القلب ويسيطر على المشاعر فيراها النائم في منامه وليست رؤيا من الله، إذاً ليس كل شئ تشاهديه في المنام هو رؤيا من الله، لذلك الله سبحانه لم يكلفك في المنامات ولكنه كلفك بالشرع، وسوف يحاسبك على ما تختاريه، فإختيار الزوج أمر تكليفي، والشرع يقول بأن المرأة السعيدة الموفقة من تزوجت بالرجل الصالح، والرجل الصالح هو: صاحب الدين الصحيح الصادق وصاحب الخلق الطيب، ودليل ذلك فقد قال رسول اللَّه صل اللَّه عليه وسلم:( إِذَا خَطَبَ إِلَيْكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَزَوِّجُوهُ، إِلَّا تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ، وَفَسَادٌ عَرِيضٌ ) صحيح الترمذي، فإذا كان الحبيب رجل صاحب دين صادق وتدين مستقيم وكذلك له خلق طيب تمسك به ولا تفرط به، والدين الصحيح المقبول هو أن يكون ملتزم بأوامر الله كلها طاعة الله، ومجتنب لنواهيه كلها طاعة الله، حريص على دينه، والخلق الطيب أن يكون شجاع ليس بجبان، كريم ليس ببخيل، طيب النفس ليس بخبيث، يغار على عرضه وليس بديوث والعياذ بالله وما أكثرهم في هذا الزمان، وهكذا من هذه الصفات الطيبة فهذا هو الرجل الذي يزوج ويتمسك به وتؤجر المرأة على الزواج به والصبر معه إذا كان عنده نقص في أمور الدنيا، وتكون حياتها سعيدة موفقة في الدنيا وكذلك يكون عوناً لك على الأخرة، إن شاء الله، وهناك أمور أخرى قد ترغب بها الفتاة وليست من الأصول بل هي من الفروع مثل حسن شكله وسلوبه أو أن يكون حامل شهادة عليا أو من عائلة كبيرة مشهور أو يكون رجل غني وفي هذا الزمن أن يكون حبيب، وهكذا مما يبحث عنه الناس، ولا بأس به لو توفرت ولكن لا تكون هي الأصل، فالنصيحة أختاه أن لا تتعجلي بالقرار لا بالرفض ولا بالقبول حتى لا تندمي في ما بعد لا قدر الله، حتى تتأكدي من توفر هذه الشروط، ولأن الله لن يبشرك بالمنام بشئ يخالف شرعه سبحانه فإذا أمرك بالواقع بأن تتزوجي من الرجل الصالح كما شرحت لك لن يرسل لك رؤيا صادقة إذا لم يكون الحبيب كذلك، وبعد ذلك هناك الإستخارة وهي صلاة تؤدى ويقال فيها دعاء الإستخارة قبل السلام، وتكون بعد ما أن تعزم أمرك على فعل أمر ما خصوصاً إذا جهلت خيره من شره، ثم تعمل على تكملته فإذا تيسرت الأمور وتسهلت فقد أختاره الله لك، وإذا تعسرت وتصعبت كذلك يكون الله قد أختار أن يصرفه عنك، وهذه هي السنة في الإستخارة. ولا يعمل بإستخارة على شئ حرام أو غير صحيح، ولا على رجل غير صالح تتوفر فيه الشروط وكذلك هناك غير الإستخارة الإستشارة ممن له حكمة وخبرة وتجربة وخصوصاً ممن يعرف الخطيب معرفة أكيدة، فنظري أختاه هل هذا الذي أحببته رجل صالح فيه الشروط الشرعية؟ فإذا كان كذلك ولا يوجد في العلاقة بينكما شئ يغضب الله كما يحصل في هذا الزمن من علاقات فاسدة ورتباط باطل تحت مسمى الحب وما هو بحب بل هو الفساد وقلة الدين والأخلاق، فإذا لم يكون هناك شئ من ذلك فنعم فقد تكون رؤية صادقة تبشرك كما شرحت لك بالتفسير والله أعلم.