السلام عليكم رايت اني في شقة تحت شقة اهلي وكان...

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخت الفاضلة: رأيت خيراً وكفيت شراً بأذن الله
الشقة في المنام قد ترمز لشقاق والخلاف والمشاكل في بيت الزوجية، وقد يكون سببه تدخل من طرف الأهل فالحذر، فالشقة والبيت والعمار والبناية في منام المرأة المتزوجة يرمز للزوج أو العلاقة الزوجية وحال الشقة وما يحصل فيها يرمز لحال الحياة الزوجية،  قال تعالى:( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا ) الروم 21، فكل ما يسكن به في منام الزوجة له إرتباط بزوجها وحياتها وعلاقتها الزوجية، والحمام في المنام إذا كان يستعمل للغسل والإستحمام فهو يدل على المعصية وإذا إغتسل الرائي في المنام وستعمله دل على التوبة والظهر من المعاصي، ولكن إذا يستعمل للقضاء الحاجة، فهو في المنام يدل على القلق والخوف والحرج، فإذا استعمل في قضاء الحاجة فيكون بشارة بقضاء ما يحتاجه الرائي من أمور إن شاء الله، والنافذة في المنام يدل على ما ينفذ عليكم من أمور
وما يشاهد من خلال النافذة يدل على قد ما ينفذ لأهل البيت، والحزام الأسواد قد يرمز لما يكون مصدر للقيد وإثبات الأمر الذي قد ينفذ إليكم، والسواد في المنام قد يرمز لشخص له شئ من السلطة والقيادة أو المال، وهو شخص حازم وقرراته قد تصل إليكم، والولاعة في المنام قد تكون خير وقد تكون شر بحسب إستعمالها في المنام، ولكنها مصدر للخطر، ولعل لونها الأخضر يدل على أنه خطر فيه شئ من المصلحة، والإصتدام في النافذة قد ينبه بأن هناك ينفذ ويصل لك من ما يفسد عليكم في الحياة الزوجية فالحذر، ولعل صاحبها يكون له يد في ذلك فالحذر، والخروج إلى الشرفة في المنام يدل على محاولة للخروج من ظروف وعلاقة أسرية ليست كما يجب، فالشرفة من الشرف الرفيع العالي وهي تدل كذلك على ما يتطلع له الرائي وينتظره في الواقع، ورؤيا بيدك كتاب لونه أصفر فهو تحذير لك من أمور فيها ضعف في دينك، وتصرفات قد تنال من سمعتك تتمني لو تتخلصي منها ولكنك لا تقدري عليها للأسف، والنظارة الطبية في المنام تدل على الإستعانة بالشخص ذات البصيرة والحكمة والفائدة في تتبع مصادر الخير والحذر من مصادر الشر فالحذر، وهذا إذا صدق المنام والله أعلم.

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخت الفاضلة: إذا كانت النظارة ليست لك ولكن أنت من عثر عليها، فلعل المقصود بأنك من يسعى للحصول على أمر يحتاج بصيرة ووضوح في المواقف والأحوال، ولعلك من يسعى للحصول على ذلك من خلال بذل جهدك وسعيك لتحصيله، ولعلك تشرح أمر لصاحب علم وحكمة وبصيرة في أمر يحتاج توضيح من طرفك، لعله غمي عليهم والله أعلم.

الأخت الفاضلة: 
أولاً: بارك الله فيك على حسن الظن وجعلني الله وإياكم على  خير إن شاء الله،  
ثانياً: النصيحة والتوجيه بعد الإعتماد على المنامات في أخذ القررات، فالمنامات لا تصلح لتقيم الناس، وذلك لأن الصحيح أختاه أن يعمل بمثل هذه المسائل المهمة جداً بالأحكام الشرعية وليس بالأحلام المنامية، والأحكام الشرعية تقول في هذه المسألة من جهة المرأة فالأمر الشرعي الواجب عليها هو تحديد حال الخاطب أو الخطيبة بوضعهما في ميزان الشرع، وصاحب الشرع هو الله الذي نطلبوا منه سبحانه في الرؤيا التي نبحث فيها عن ما نحن بحاجة معرفته بما يخص الخاطب أو الخطيبة، ومستقبلهما معاً، ومع أن الجواب الأكيد القطعي الصحيح موجود بين يدينا وهو موجود في كتاب الله وسنة رسوله صل الله عليه وسلم، ولا يصح ولا يجوز ترك مثل هذه المسائل المهمة جداً والكبيرة للمنامات أو لتخمين الذي لا أحد يستطيع أن يجزم إذا كانت رؤية حق من الله أو حلم من الشيطان أو حديث نفس أو أضغاث أحلام لا معنى لها، وقد قال صل الله عليه وسلم: ( الرؤيا ثلاث، فرؤيا حق، ورؤيا يحدث الرجل نفسه، ورؤيا تحزن من الشيطان) رواه مسلم، فأحياناً يكون حلم من الشيطان يريد أن يفسد على الرائي ويجعل الخير شر، وأحياناً العكس بأن يجعل المنام الشر خيراً للوقيعة بالرائي، وأحياناً تكون رؤى حديث نفس وهي ما يدور في العقل أو القلب ويسيطر على المشاعر فيراها النائم في منامه وليست رؤيا من الله، إذاً ليس كل شئ نشاهده في المنام هو رؤية من الله، لذلك الله سبحانه لم يكلف الناس بالمنامات ولكنه كلفهم بالشرع الحكيم، وسوف يحاسب الناس بموجبه على يختاره كل شخص، فإختيار الزوج أمر تكليفي، والشرع يقول بأن المرأة السعيدة الموفقة وأهلها من تزوجت بالرجل الصالح، والرجل الصالح هو: صاحب الدين الصحيح الصادق وصاحب الخلق الطيب، ودليل ذلك فقد قال رسول اللَّه صل اللَّه عليه وسلم:( إِذَا خَطَبَ إِلَيْكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَزَوِّجُوهُ، إِلَّا تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ، وَفَسَادٌ عَرِيضٌ ) صحيح الترمذي، فإذا كان الخطيب أو الخطيبة وكل شخص نريد نسأل عنه، بأنه رجل صاحب دين صادق وتدين مستقيم وكذلك له خلق طيب، الأصل نتمسك به ولا نفرط به، والدين الصحيح المقبول هو أن يكون ملتزم بأوامر الله كلها طاعة الله محافظ عليه، ومجتنب لنواهيه كلها طاعة الله، حريص على دينه وأخلاقه وسمعته، والخلق الطيب بأن يكون شجاع ليس بجبان، كريم ليس ببخيل، طيب النفس ليس بخبيث، يغار على عرضه وليس بديوث والعياذ بالله وما أكثرهم في هذا الزمان، وهكذا من هذه الصفات الطيبة فهذا هو الرجل الذي يزوج ويتمسك به وتؤجر المرأة على الزواج به والصبر معه إذا كان عنده نقص في أمور الدنيا، وكذلك الخطيبة، وتكون حياتها سعيدة موفقة في الدنيا وكذلك يكون عوناً لها على الأخرة، إن شاء الله، وقد قال صل الله عليه وسلم للرجل إذا أراد الزواج،
( تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ لِأَرْبَعٍ: لِمَالِهَا، وَلِحَسَبِهَا، وَلِجَمَالِهَا، وَلِدِينِهَا، فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ ) وليس في الحديث أمر أو ترغيب في نكاح المرأة لأجل جمالها أو حسبها أو مالها، وإنما المعنى: أن هذه مقاصد الناس بشكل عام الصالح والطالح، ومن غير أن يلتزموا بالشرع في مسألة الزواج، فمنهم من يبحث عن ذات الجمال، ومنهم من يطلب الحسب ومنهم من يرغب في المال، ومنهم من يتزوج المرأة لدينها، وهو ما أمر به ورغب فيه النبي صل الله عليه وسلم وأمر به بقوله: ( فاظفر بذات الدين تربت يداك )، والأمر في الشرع يفيد للوجوب، فإذا كانت الفتاة ذات دين أولاً فهي الفتاة التي يجب البحث عنها ويأمر الشرع أن تتزوجها، ثم بعد ذلك تبحث عن الراغبات الأخرى، وهناك أمور أخرى قد ترغب بها الفتاة أو الشاب وليست من الأصول بل هي من الفروع مثل حسن شكله وسلوبه أو أن يكون حامل شهادة عليا أو من عائلة كبيرة مشهور أو يكون رجل غني وفي هذا الزمن أن يكون حبيب، وهكذا مما يبحث عنه الناس، ولا بأس به لو توفرت ولكن لا تكون هي الأصل، فالنصيحة أختاه أن لا يتعجل بالقرار قبول أو بالرفض حتى لا يقع الندم في ما بعد لا قدر الله، حتى يتأكد المرء من ما هو مقدم عليه، من توفر هذه الشروط، وبعد ذلك هناك الإستخارة وهي صلاة تؤدى ويقال فيها دعاء الإستخارة قبل السلام، وتكون بعد ما أن يعزم المرء على فعل أمر ما مقبل عليه خصوصاً إذا جهل المرء خيره من شره، ثم يعمل على تكملته في ما بعد، فإذا تيسرت الأمور التي قام بالإستخارة لها وتسهلت فقد أختاره الله له، وإذا تعسرت وتصعبت كذلك يكون الله قد أختار أن يصرفه عنه، وهذه هي السنة في الإستخارة. ولا يعمل بإستخارة على شئ حرام أو غير صحيح، ولا على شخص لا تتوفر فيه الشروط الشرعية لشاب أو الشابة وفي كل مسألة زواج أو غيره، وكذلك هناك غير الإستخارة الإستشارة ممن له حكمة وخبرة وتجربة وخصوصاً ممن يعرف الخاطب أو الخطيبة معرفة أكيدة، فإذا توفر لشخص هذه المعلومات له أن يتدخل بالنصيحة والتوجيه لأن يكون بذلك مؤهل للجواب الصحيح، وحتى لو لم يكون نتيجة التدخل لا ترضي الناس فهو يرضي الله وهو حق لا أحد يستطيع أن يلوم الناصح، فإذا كنت كذلك ولديك المعلومات الكاملة الصحيحة وقمت بما عليك فقد أرضيت ربك وفعلت الصواب ولا تنتظري رضي الناس بما أنك أرضيت الله ولم تتكلمي بلا علم ولا معرفة كافية وصحيحة، والحقيقة الفتاة التي تواعد الرجال وأحد أو إثنين لا تصلح أن تكون زوجة صالحة فهي مفرطة ولا تؤتمن على بناء أسرة، ومن التزم أمر الله في أموره بالعلم والحلم والحكمة والمعرفة الصحيحة فلا يهم كلام الناس ممن حرموا مثل هذه الصفات، قال صل الله عليه وسلم: من التمس رِضا اللهِ بسخَطِ الناسِ ؛ رضِيَ اللهُ عنه ، وأرْضى عنه الناسَ ، ومن التَمس رضا الناسِ بسخَطِ اللهِ ، سخِط اللهُ عليه ، وأسخَط عليه الناسَ ) فإذا فعلت ذلك فلا تحزني بما يقال وسوف يأتوا راضين عن تصرفك الصحيح كما وعد الله سبحانه في الحديث السابق، وفائدة المنامات هي لتحذير والتنبيه لمن عقل، ومنامك يوافق موقفك، بشكل كبير، من وجود الحمام وكذلك النافذة والنظارة التي فقدها أصحابها ووجدتها أنت، ولعله في ما بعد تعودي وترتيب علاقتك معهم بعدما تهداء الأمور ويفهموا موقفك الصحيح، المبني على كتاب الله الذي بين يديك والذي يدل على أن هناك ضعف في صفات البنت وقد تكون أكبر من ضعيفة ولو كان اللون أصفر، فإذا كان هذا ما حصل وكما هو واضح فهي رؤيا حق من الله ويؤيد ما أخذته من موقف صحيح مبني على الواقع الصحيح والعلم الصواب، وفقك الله وسدد خطاك والله أعلم. 

الأخت الفاضلة:
اللهم آمــــــــــين على دعاءكم الطيب ولكم خير منه إن شاء الله، نفعكم الله وأخذ بيدكم لما فيه سعادتكم في الدنيا والأخرة، وأسأل الله أن يرزقكم الأيمان الثابت والعفاف والحياء وأن يجعل زوجك رجلاً صالحاً ويكون سبباً لسعادتكم في الدنيا وعوناً على الآخرة، ويرزقكم منه الذرية الطيبة الصالحة التي تقر أعيونكم في الدنيا ويكونوا ذخراً لكم في الآخرة، اللهم آمين.