ها هناك.شي يسمي روحانيات وماعلاقة الحلم والرويا...

الأخ الفاضل: رأيت خيراً وكفيت شراً بأذن الله،
في البداية أنبه بأن ليس كل ما يره النائم يعد رؤيا صالحة والتي هي رسالة من الله، فالرؤى أقسام منها: ما هي رسالة من الله يبشر بها العباد، عن أبا هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لم يبق من النبوة إلا المبشرات قالوا وما المبشرات قال الرؤيا الصالحة، رواه البخاري، ومنها: الحلم وهو من الشيطان وهو أضغاث أي مشاهد غير مكتملة، ومهمتها التخويف والتحزين والتشكيك والخداع، كما يفعل الشيطان في اليقظة، قال صل الله عليه وسلم: ( إذا رأى أحدكم رؤيا يحبها فإنما هي من الله، فليحمد الله عليها، ولا يحدث بها إلا من يحب وإذا رأى غير ذلك مما يكره فإنما هي من الشيطان فليستعذ من شرها ولا يذكرها لأحد فإنها لا تضره) متفق عليه، ومنها: حديث النفس وهو ما يشغل الإنسان يفكر به أو يراه في اليقظة أو ما يتمنه أو ما يخشه فيظهر في النوم، وقد قال صل الله عليه وسلم: ( الرؤيا ثلاث، فرؤيا حق، ورؤيا يحدث الرجل نفسه، ورؤيا تحزن من الشيطان) رواه مسلم، إذاً ليس كل ما نراه رؤيا صالحة، والرؤيا الصادقة لها شروط، ومن شروط الرؤيا الصالحة أن لا تخالف مقتضى العقل السليم، ولا تخالف مقتضى الشرع الحكيم، ولا تكون نتيجة لإنشغال الرائي بمحتوى المنام، وعلى أن لا تكون خالية من التوجيه والمعاني الصالحة التي تليق بالمرسل سبحانه، لأنها رسالة من الله وليست عبث، فإذا كان فهي شئ من ذلك فقد قال الله تعالى عن مثلها: ( أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ ۖ وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الْأَحْلَامِ بِعَالِمِينَ) يوسف (44)، قال الطبري يعنون أنها أخلاطٌ، رؤيا كاذبةٌ لا حقيقة لها، وإذا لم ينام الرائي على السنة النبوية قد يسهل تلاعب الشيطان في المنام،  لا يوجد شئ ما يعرف بالروحانيات والتي يقصودن بها إستحضار الأرواح وما هي بأروح أن هي إلا شياطين من الجن يتلاعبون ببعض السحرة فالحذر من هذا الأمر الخطير
 فإذا ثبت بأن الرؤيا صالحة وهي حق من الله، فمتى تتحق في الحقيقة لا يوجد مقياس واحد يندرج على كل الناس بكل الأحوال فقد ورد في الكتاب والسنة ما يدل على أنها قد تحقق مباشرة في نفس اليوم وقد يكون أسبوع أو شهر أو سنة أو عشرة سنين بل عشرات السنين كما حصل مع رؤيا نبي الله يوسف فقد حقق الله رؤياه بعد أن اصبح ملك أو نائب للملك في مصر وأت الله بأهله جميعهم، وقد بدأت بقوله تعالى: ( إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ ) يوسف (4)، وتحققت في قوله تعالى:( وَقَالَ يَا أَبَتِ هَٰذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِن قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا ) يوسف (100). واقل أقوال المفسرين 40 سنة ومنهم من قال 80 سنة ولا دليل شرعي يقطع بذلك ولكنها مدة طويلة كما وردت في السورة، وحقق الله رؤيا نبي الله محمد صل الله عليه وسلم بفتح مكة بسنتين قال تعالى: «إنَّا فَتحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا» لذا فوقت تحقق الرؤى بعضه يكون معروف بحسب ما هو موجود في داخل الرؤيا، وبعضه يكون مشروط بأخذ أسبابه، وبعضه علمه عند الله وحده وهو كما هو حال القدر والله أعلم