السلام عليكم انا شاب متزوج أبلغ من العمر 27حلمة...

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ الفاضل: رأيت خيراً وكفيت شراً بأذن الله
رؤيا الموت في المنام في الأصل يدل على:الفتنة في الدين.
فإن الموت في المنام لمن هو حي صحيح البدن وبالخصوص الشاب يدل على حدث ينقص من دينه، فالموت في المنام فتنة في دينه وفساد فيه وقد يكون سببه محاولة العلو في الدنيا على حساب الدين فالحذر، فإذا حصل بكاء وصراخ من أهلك، ولكنك لم تدفن في التراب، فصلاحك ممكن إن شاء الله، ولكن إذا دفنت في التراب فقد يكون دلالة على ضعف التوبة والصلاح للأسف، وقد يدل الموت في المنام على قلة في البصيرة في القدرة على الجمع بين مسائل الدين ومسائل الدنيا فالحذر، والموت في المنام طول في العمر لمن مات في المنام، فمن رأى الموت وأنت في الواقع سليم معافى ميتاً في المنام فهو يدل على تعرضك لفتنة أصابت الإيمان في قلبك أفرغته من ذكر الله والعياذ بالله، فقد جعل نبي الله صل الله عليه وسلم: الفرق بين الحي والميت ذكر الله، فقال صل الله عليه وسلم: ((مثل الذي يذكر ربَّه والذي لا يذكر ربه، مثلُ الحي والميت))، رواه البخاري، وذكر الله يعني عبادته بما شرع، وطاعته بما أمر وجتناب ما نهى عنه وزجر، وإقامة شرعه في حياته كلها، فمن لم يفعل ذلك كان كالميت، وقد شبه رسول الله بيت من هذا حاله بالمقابر فقال: ( لَا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ مَقَابِرَ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْفِرُ مِنَ الْبَيْتِ الَّذِي تُقْرَأُ فِيهِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ ) رواه مسلم، أي أن حاله كالميت بسبب تركه لطاعة الله وكثرة الذنوب والمعاصي التي تميت القلوب، فهذه الرؤيا ترمز للغفلة الكبيرة التي يعيش بها الكثير من المسلمين للأسف، وبعدهم عن شرع الله في حياتهم، حتى اصبحت حياتهم كالموت وبيوتهم كالمقابر، وهي رؤيا مذكرة منبهة لك رسالة من الله أن إستيقظ وتفكر إلى أين تسير بك الدنيا، فالموت مصير كل حي، فهل من توبة، وهل من عودة لله وطاعته، وإذا كان الرائي في حالة جيدة مع ربه وفي طاعته، وتقوم بواجباتك في الواقع فقد تكون رؤيا محذرة من فتنة مقبلة عليك وإختبار بشئ من ذلك فالحذر من التراخي وحصول شئ من هذا فالبتلاء، والفتن تحيط بالإنسان من كل جانب ولا تؤمن الفتنة على حي فالحذر. قال تعالى: ( وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ ﴿١٥٤ آل عمران﴾ والموت قدر كل حي قال تعالى: ﴿ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ﴾ [آل عمران: 185]. فرحم الله امرأً قدَّم منَ الصالحات لتلك الحُفر، ورحم الله امرأً حاسب نفسه قبل ذلك اللحد الذي لا أنيس فيه، ولا صاحب إلا العمل، وكفى بالموت واعظًا. قال الشاعر: تجهزي  بجهازٍ تبلُغين به يا نفسُ قبل الردى لم تُخلقي عبثًا وكفى بالموت واعظًا، لمن كان له قلب أو ألقى السَّمع وهو شهيد، ورؤية النطق بشهادة التوحيد قبل خروج الروح بشارة بتوفيق الله لك بالتوبة والعودة لشرع الله والتزام أمره ونهيه، والتشاهد في المنام يدل كذلك الفوز على الخصوم، ورؤية صعود الروح للسماء فهو يدل على العلو بالإيمان والإرتقاء في الدرجات والقرب من الله بأذن الله، ورؤية شهادة التوحيد تكتب على السماء فهي بشارة لك بالقاء الله بالتوحيد والعمل الصالح والإيمان ولعل الله يكتب لك الشهادة في سبيله لو أخذت بالأسباب، ورؤية الموت في المنام بالأصل هي تذكرة وموعظة، بأن هذه الدنيا لا يطمأن لها ولا يغفل عنها إلا المخدوع فكم قد كان بينكم بالأمس من الأهل والأقارب والأصدقاء، وها هم اليوم في دار الحق حيث حساب ولا عمل، وأنتم في دار الدنيا حيث عمل ولا حساب، فهل إستغلينا الدنيا لتكون مدخلنا لنا للأخرة يوم حساب ولا عمل فيه، أسأل الله لك الهداية والتوفيق والفرح والسرور في الدنيا والآخرة اللهم آمين. والنصيح بالمبادرة بالإعمال والتوبة والله أعلم.