السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

الأخ/الأخت الكرام: خيراً رأيت وشراً كفيت بأذن الله. 
رؤيا الوالد المتوفى في المنام في الأصل تدل على: الخبر والتذكرة. فإن رؤية المتوفى في المنام تحمل رسائل الأولى عنه: إذ من هذه الرؤى نتمكن من معرفة أحوال المتوفى فإذا ظهر في المنام مرتاحاً سعيداً ضاحكاً أو مبتسماً يرتدي ثياباً جميلة ونظيفة عليه أثر الهناء والفرح والسرور أو يأكل ويشرب ويتمتع ويقول أو يفعل شيئاً صالحاً، فهو يدل على حاله بعد الموت عند الله سبحانه وتعالى، وإذا دل حاله على العكس من ذلك والعياذ بالله فالعكس كذلك صحيح ايضاً، ورؤية الوالد المتوفى قد عاد للحياة ثانية يدل على إحياء أمر يحصل لكم منه فرح كبير وقضاء حجة مهمة وتحصيل منفعة لكم إن شاء الله، وهذه الرسالة تقول بأن الوالد رحمه الله في حالة مستقرة بأذن الله، ورؤيا الثياب في المنام في الأصل تدل على: الزواج أو الدين، والثياب ترمز للزواج لأن الله قال:( هن لباس لكم وأنتم لباس لهن ) البقرة 187، والثياب كذلك دين الأن رسول الله صل الله عليه وسلم قال:( بينما أنا نائم؛ رأيت الناس يُعرَضُونَ عليّ وعليهم قُمُصٌ ؛ منها ما يَبْلُغُ الثَّديَّ، ومنها ما يبلغ أسفل من ذلك؛ فعُرِضَ عليَّ عُمَرُ وعليه قميص يَجُرُّهُ ، قالوا: فما أوّلتَهُ يا رسول الله ؟! قال: الدِّين)، وبمقدار مناسبة قياس الثياب وكذلك جمالها وسترها وقيمتها بمقدار كمال صفات والشروط للزواج الناجح، أو تدل على مقدر التدين والألتزام بشرع الله، والمشي في المنام يدل على السعي في تحصيل مصالحة الحياة، ولعلك تسير على خطى والدك أو منهجه، والسير نحو المقبرة في المنام لها معاني منها:  المقابر في المنام في الأصل تدل على: لقاء الله الحق. إن رؤيا المقابر المعروفة المعروف أهلها من الموتى تدل على الحق المحتوم، وتدل على الآخرة، وإن كانت تبدو مخضرة فإن أهلها في رحمة الله، ومن دخل المقبرة وسلم على أهل دل على أنه يطوف على الناس يسالهم العوز والحاجة، ورؤيا المطر على المقابر فأنه رحمة الله، والمقابر أمن للخائف، وخوف للآمن، والمقابر ذكرة وموعظة فمن لم يتعظ بها خسر الآخرة، والمقبرة تدل على السجن، فالأموات مساجين في قبورهم كما أن السجن كالمقابر يدل على الموت فهو تفنى فيه الأعمار، والمقبرة ترمز للبكاء والأنقطاع عن الدنيا، فمن دخلها خاشعاً متعظاً دل على دخوله ومعاملة على أهل الخير والتقوى، ومن دخلها لاهياً لاعباً دل على دخوله ومعاملته أهل الدنيا الذين شغلتهم بزخرفها عن الآخرة. وأما إذا لم تكون معروفة لك ولا تعفي أهلها فهي تدل على مساكن من أصبح حاله كالموتى دلالة على موت قلبه وخلوه من طاعة الله ، قال الرسول - صلى الله عليه وسلم -: ((مثل الذي يذكر ربَّه والذي لا يذكر ربه، مثلُ الحي والميت))؛ رواه البخاري ، وذكر الله أي عبادته وطاعته وإقامة شرعه في حياته ، فمن لم يفعل ذلك كان كالميت، وقد شبه رسول الله بيوت من هذا حاله بالمقابرة فقال:( لَا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ مَقَابِرَ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْفِرُ مِنَ الْبَيْتِ الَّذِي تُقْرَأُ فِيهِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ ) رواه مسلم، أي أن حاله كالميت بسبب تركه لطاعة الله وكثرة الذنوب والمعاصي التي تميت القلوب، ولعل دلالة بأن شعاع الشمس قوي إلى درجة لا تستطيعا الرؤيا الواضحة فهو تحذير لك من السعي لتحقيق مصالح الدنيا بما يخالف شرع الله، أو بعدم الإكتراث هل هو حلال أم حرام فالحذر، فمن سار وهو لا يرى أمامه بشكل واضح ويضطر أن يخفض رأسه ويسير ليس بجيد فهو يدل على الخضوع للظروف وعدم التأكد من مسيرة فيها مخالفة لدين أم لا فالحذر، والمنحدر يؤكد ذلك بأنك تتنازل هن مستواك المعروف ونحدر في مستوى تدينك وحرصك على معيشتك من الحلال وتجنب الحرام، وقد يكون إنخفاض بالمستوى المالي وغيرها من أمور، منا ما يلفت الأنظار إليك، ومن كان نائم في المنام يدل على غفلة تحيط بمن حولك من الأهل والأصدقاء فالحذر، فالنائم شحص غافل لا يدري ما يدور من حوله، والغفلة قد تكون في الدين، وقد تكون في أمور الدنيا، ورؤية الوالد المتوفى فقد وعيه فهو حصول لكم شئ لا يرضي الله فالحذر، ولعل الوالد كذلك يريد منك شئ ولم تقوم به، وقد يكون في حقوق ما تزال موجودة، والحقوق نوعان حقوق لله وحقوق للناس، وحقوق الله كالحج الواجب والعمرة، أو زكاة كانت واجبة عليه ولم يخرجها في وقتها، أو الصيام الواجب، وقد يكون نذراً في ذمته لم ينفذ، وقد تكون حقوق للناس، فلعل هناك مظلمة لأحد من الناس لا تزال في عنقه، أو ديون مالية، أو ظلم بميراث أو وصية لم تطبق كما يرغب، والعمل على اصلاح الحال للميت يكون من أجور أعمالكم الصالحة له، والحسنات تكون إما لزيادة في الدرجات وذلك إذا كان من المحسنين في الدنيا، أو من نقص في ميزان أعمله إذا كان من المقصرين رحمه الله، لذلك تفقدوا ذمته المالية والمعنوية والشرعية كما ذكرت فإذا صح المنام فلابد وأن يكون عليه شئ من هذه الأمور، فرؤية الميت قد فقد الوعي ليس بجيد ويدل على هناك حاجة لمعرفة ما عليه، لذا أبذلوا جهدكم في معرفة ما عليه، وإذا لم يتبين لكم شئ فأكثروا له من الأعمال الصالحة بشكل عام فقد بين لنا رسول الله صل الله عليه وسلم فقال: (إذا مات الإنسانُ انقطع عنه عملهُ إلا من ثلاثةٍ: إلا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له )؛ رواه مسلم، فهذا ما يحتاجه الميت بشكل عام وينتفع به على كل حال صدقة تمحو له شئ من الذنوب والمعاصي، أو أحد من الصالحين يدعو له بخير في كل وقت وحين فجتهدوا بذلك ولا تغفلوا عنه وعن كل ميت لكم، وإذا مات المتوفى في المنام فهو بشارة بالزواج لأحد من أبناءه أو أحفاده
وإذا لا يوجد عزاب فقد يكون حمل وانجاب لأحد من سلالته، وقد يكون ولد عمك له دور في ذلك، ورؤيا بأنكما في حالة فرح وبثياب جديدة فهو كما ذكرت زواج أو إنجاب وقد يكون تحسن في القرب من الله وتوبة، والرسالة الثانية لرؤيا المتوفى: هي للرائي فرؤيا الموتى بالأصل هي تذكرة وموعظة، بأن هذه الدنيا لا يطمأن لها ولا يغفل عنها إلا المخدوع فهذا هو الوالد قد كان بينكما بالأمس، وها هو اليوم في دار الحق حيث حساب ولا عمل، وأنتم في دار الدنيا حيث عمل لا حساب، فهل إستغلينا الدنيا لتكون مدخلنا لنا للأخرة يوم حساب لا عمل فيه، أسأل الله لكم الهداية والتوفيق والفرح والسرور في الدنيا والأخرة، والله أعلم.