السلام عليكم ورحمة الله وبركاته رؤية أنني أدخل...

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ الفاضل: رأيت خيراً وكفيت شراً بأذن الله
الدخول في مكان يدل على الدخول في ظروف جديدة عليك، وحال المكان وما يحصل فيه في المنام يدل على حال تلك الظروف التي قد تدخل بها، والمسجد في المنام يدل على السوق والحياة التي تعيش بها، والمسجد يدل على العلماء وعلى التوبة والطهر، والمسجد يدل على قضاء الدين، ودلالة اللون البرتقالي في المنام يرمز للإيمان والعمل الصالح، والأشخاص المجهولين في المنام يرمزون لأحداث تمر بك وظاهر شكلهم يدل على حال تلك الأحداث من حيث الحسن والقبح، ودلالة الباس الأسود قد ترمز لأعمال فيه معاصي وذنوب تحتاج منك إلى توبة وعودة لله، فالسواد ذنوب ومعاصي، وقد تكون ترمز للقيادة والسؤدد، وهو المكانة الرفيعة العالية، ورؤيا الصديق المتوفى في المنام في الأصل يدل على: الخبر والتذكرة. فإن رؤيا المتوفى في المنام تحمل رسالتان الأولى عنه: إذ من هذه الرؤى نتمكن من معرفة أحوال المتوفى فإذا ظهر في المنام مرتاحاً سعيداً ضاحكاً أو مبتسماً يرتدي ثياباً جميلة ونظيفة عليه أثر الهناء والفرح والسرور أو يأكل ويشرب ويتمتع ويقول أو يفعل شيئاً صالحاً، فهو يدل على حاله بعد الموت عند الله سبحانه وتعالى، وإذا دل حاله على العكس من ذلك والعياذ بالله فالعكس كذلك صحيح ايضاً، ورؤية الصديق المتوفى قد عاد للحياة ثانية يدل على إحياء أمر يحصل لك منه فرح، وقضاء حجة مهمة، وقد تكون تحصيل منفعة لك إن شاء الله، وهذه الرسالة تقول بأنه رحمه الله في حالة جيدة في مستقر رحمة الله إن شاء الله، ولعله كان رجل صالحاً يقيم دينه بفعل الواجبات وتاركاً للمحرمات ويجتهد في الطاعات، وقد يكون صاحب علم ورزق حلال، ولعلك تطلب العلم الشريف من تعلم كتاب الله حفظاً وتلاوة وعملاً به، فرؤية هذه الجلسة في المسجد تدل على طلب العلم الشريف والتعلم ما يرفع مكانة الإنسان في دينه ودنياه إن شاء الله إذا أخذت بالأسباب والإستعداد للقاء الله بالعلم النافع والعمل الصلاح بأذن الله، والرسالة الثانية لرؤيا المتوفى: هي للرائي فرؤيا الموتى بالأصل هي تذكرة وموعظة، بأن هذه الدنيا لا يطمأن لها ولا يغفل عنها إلا المخدوع فهذا هو الصديق قد كان بينكم بالأمس، وها هو اليوم في دار الحق حيث حساب ولا عمل، وأنتم في دار الدنيا حيث عمل لا حساب، فهل إستغلينا الدنيا لتكون مدخلنا لنا للأخرة يوم حساب لا عمل فيه، أسأل الله لكم الهداية والتوفيق والفرح والسرور في الدنيا والأخرة، والله أعلم.

الأخ الفاضل: 
الشهادة أنواع، وهذا النوع من الشهادة ليست هي المكانة الرفيعة التي ذكرت في كتاب الله وسنة نبيه صل الله عليه وسلم، إنما تلك المكانة العظيمة والنعمة التي لا مثيل لها تكون للمسلم الموحد من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا السفلى، وكلمة الله شرعه سبحانه، فمن قاتل للتمكين لشرع الله وحده أن يحكم البلاد والعباد فهو الشهيد، وإما باقي الشهادات المذكور في الحديث فقد أجاب عنه العلماء :  بأن يكون لهم في ميتتهم أجر وثواب جزيل لكن أفضلهم الشهداء في سبيل الله الذين يقتلون في سبيل الله، هم أفضلهم لا يغسلون ولا يصلى عليهم ؛ لأنهم أحياء عند ربهم يرزقون. وأما الشهداء الآخرون غير الشهداء في سبيل الله؛ كالمبطون والمطعون وصاحب الهدم والغرق فهؤلاء يغسلون ويصلى عليهم، وقوله لك في المنام ليس ببعيد: فهو يحتمل بأن تكون مرتبتك ليست ببعيدة عنه، وذلك بأن يختم الله لك بشئ من الشهادة، وقد تكون مثله أو أقل منه قليلاً أو فوقه فهي مكانة قريبة منه، ويحتمل بالقريب الوقت، فخذ حذرك وجتهد وستعد للقاء الله، ولعل المقصود بأن الله جامعكما في مستقر رحمته،  قال تعالى: ﴿ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ﴾ [آل عمران: 185]. فرحم الله امرأً قدَّم منَ الصالحات لتلك الحُفر، ورحم الله امرأً حاسب نفسه قبل ذلك اللحد الذي لا أنيس فيه، ولا صاحب إلا العمل، وكفى بالموت واعظًا. قال الشاعر: تجهزي  بجهازٍ تبلُغين به يا نفسُ قبل الردى لم تُخلقي عبثًا وكفى بالموت واعظًا، لمن كان له قلب أو ألقى السَّمع وهو شهيد، ورؤية الموت في المنام بالأصل هي تذكرة وموعظة، بأن هذه الدنيا لا يطمأن لها ولا يغفل عنها إلا المخدوع فكم قد كان بينكم بالأمس من الأهل والأقارب والأصدقاء، وها هم اليوم في دار الحق حيث حساب ولا عمل، وأنتم في دار الدنيا حيث عمل ولا حساب، فهل إستغلينا الدنيا لتكون مدخلنا لنا للأخرة يوم حساب ولا عمل فيه، نسأل الله لكم الهداية والتوفيق والفرح والسرور في الدنيا والآخرة. والله أعلم.