السلام عليكمحلمت لشخص ميت ان ابن عنه اخبرني انه...

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
رؤيا الشخص المتوفى المعروف في المنام في الأصل تدل على:الخير والبركة. فرؤيا المتوفى في المنام تحمل رسالتان الأولى عنه: إذ من هذه الرؤى نتمكن من معرفة أحوال المتوفى فإذا ظهر في المنام مرتاحاً سعيداً ضاحكاً أو مبتسماً يرتدي ثياباً جميلة ونظيفة عليه أثر الهناء والفرح والسرور أو يأكل ويشرب ويتمتع يدل ذلك على حاله بعد الموت عند الله سبحانه وتعالى ، وإذا دل حاله على عكس ذلك والعياذ بالله فالعكس صحيح، وهذه الرسالة تقول بأنه رحمه الله في حالة جيدة في مستقر رحمة الله بأذن الله فالخيمة في المنام مرتبة رفيعة ومقام عالي إذا كان من أهل الصلاح، ورؤيا المتوفى قد عاش ثانية دل على حصول أمر مفرح لكم وقد يكون قضاء حجة ومنفعة إن شاء الله، ورؤيا ولد عمه عنده، فإذا كان ولد العم متوفى فهو في نفس الدرجة إن شاء الله، وإذا كان حي فلعله يلحق الله به حينما يكون أجله، والقول لمن هو ميت في الحقيقة بأنه حي لم يمت فهذا في المنام لأهل الصلاح يدل على مغفرة الله له وإنزاله منزلة الشهداء، وهذا إذا كان ظاهره من اهل الصلاح والتقوى فهذه بشرى عظيمة فقد قال الله تعالى:( وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ . فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ . يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ ) آل عمران/ 169-171، وإذا لم يكون من الجهاد فقد يكون يحب الجهاد وأهله فقد قال صل الله عليه وسلم:( يحشر المرء مع من أحب ) وقد يكون عمل عملاً فيه نصر لدين الله أو قد يكون مات بشئ من ما يكون في الشريعة شهيداً فقد قال تعالى:( مَا كَانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُم مِّنَ الْأَعْرَابِ أَن يَتَخَلَّفُوا عَن رَّسُولِ اللَّهِ وَلَا يَرْغَبُوا بِأَنفُسِهِمْ عَن نَّفْسِهِ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ لَا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلَا نَصَبٌ وَلَا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَّيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُم بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ ) ( التوبة 120)، والرسالة الثانية: هي للرائي رسالة مذكرة منبهة رسالة من الله أن إستيقظ وتفكر إلى أين تسير بك الدنيا، فالموت مصير كل حي، فهل من توبة، وهل من عودة لله وطاعته، وقد قال تعالى: ﴿ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ﴾ [آل عمران: 185]. فرحم الله امرأً قدَّم منَ الصالحات لتلك الحُفر، ورحم الله امرأً حاسَبَ نفسَه قبل ذلك اللحد الذي لا أنيس فيه، ولا صاحب إلا العمل، وكفى بالموت واعظًا. قال الشاعر: تَجَهَّزِي  بَجَهَازٍ تَبْلُغِينَ بِهِ يَا نَفْسُ قَبْلَ الرَّدَى لَمْ تُخْلَقِي عَبَثًا وكفى بالموت واعظًا، لمن كان له قلب أو ألقى السَّمع. والله أعلم.
يمكنك تحميل تطبيق جواب لمتابعة استفسارك مباشرة مع الخبير ، كما يمكنك التواصل مع خبراء مختصين في أكثر من ١٦ مجال. بالإضافة إلى مواضيع أخرى يومية من خلال الضغط على هذا الرابط: تحميل تطبيق جواب