مرحبا اريد تفسير لحلم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. 
الأخت الفاضلة: الرجاء ذكر العمر والحالة الإجتماعية والحالة الوظيفية والحالة الصحية والحالة الدينية لك ولمن رأيته في المنام شرطي؟ فالتفسير يختلف بحسب حال كل شخص وظروفه المحيطة، فالمنامات لا تفسر لكل الناس على نفس المعاني،فتفسير المنام للرجل يختلف عن تفسيره للمرأة، وكذلك للكبير غير عن الصغير، والمتزوج غير عن الأعزب، والذي يعمل غير عن الذي لا يعمل، والصحيح غير عن المريض السقيم، والمسلم غير عن غير المسلم، والقائمة بواجباته الشرعية ليس كالمفرط التارك لوجباته، وهذه المعلومات لا تدل على شخصية العميل بذاته، فالرجاء ذكر هذه المعلومات وذكر المنام بشكل كامل وواضح وهل الشخص الذي شاهدته في المنام ثم في الواقع هو ذاته بالفعل من حيث الشكل والظروف والعمل وسوف يرد عليك بأقرب وقت وبحسب الدور إن شاء الله.

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخت الفاضلة: رأيت خيراً وكفيت شراً بأذن الله
رؤية الغرفة في المنام تدل على ظروف تحيط بك، وحال الغرفة التي في المنام وما يحصل فيها، يدل على حال تلك الظروف التي سوف تحيط بك إن شاء الله، ورؤية رجل  مجهول معك في ذات الغرفة، فهو يدل على أن الله جامعك برجل صالح تتوفر فيه الشروط الشرعية من الدين الصحيح والخلق الطيب، وهو رجل صاحب حياء فهو جالس في الزاوية لأن وقت الإجتماع به لم يأتي، والسرير في منام العزباء زواج إذا كان السرير عليه فراش، وإذا كان بلا فراش فهو سفر، والنخلة في المنام تدل على الرجل الصالح الكريم الطيب وقد تكون طيبته زائدة عن الحد فالحذر، والورقة البيضاء عقد شرعي بينكما بأذن الله، والصبي الذي يتشاجر معك لعل هناك شخص أخر يرغب بالزواج منك قبل ظهور هذا الرجل، ولكنه لا يصلح لك، فهو صبي أي فيه طيش وتصرفات الصبيان فالحذر، ورؤية الإبتسامة في المنام يدل على أنك سوف تسمعي عنه ومنه ما يسرك إذا شاء الله والله اعلم.

المنام الثاني:
رؤية شخص مجهول في الواقع سبق لك وريته هو ذاته في المنام، يدل على أنها كانت رؤيا صادقة وقد بدأ يتحقق ما فيها إن شاء الله، ودلالة بأنك كنت في ثياب غير ساترة خلاف للحقيقة فهو في المنام قد يدل على العزوبية، وقد يدل على نقص في التدين عندك فالحذر، وقد يدل على المحبة أو شئ من الطيش فالأحمر فرح وحب والميل للمرح وعدم الجدية لك، ورؤية الشخص الذي كان مجهول شرطي وهو خلاف للواقع فهو في المنام يرمز إلى أنه سيكون لك في الواقع بما يدل عليه معنى الشرطي، من المساعدة على تخطي بعض المخلفات الشرعية، أو قد يثبت لك جدارته بأن يكون زوج لك، ولعلك متردد في الموافقة عليه، لذلك لم تذهبي معه للمخفر وهو في المنام بيت الزوجية، ورؤية بأن هناك شرطيتان تمنعاك من الدخول لبيتك الذي في المنام لأخذ ثياب، هو تحذير لك من أن هناك مسألتان قد تقفا في طريق زواجك منه، وقد تكون الشرطيتان ترمزا لسنتان، ورؤيته يأخذك بسيارة والذهاب معه فهو يدل على المسيرة المشتركة بالزواج إن شاء الله، ولعله يكون سبباً لتوبتك من أمر يغضب الله، وثم يكون زواجكما وهذا إذا صدق المنام وكان الرجل تتوفر فيه الشروط الشرعية من الدين الصحيح والخلق الطيب والله أعلم.

الأخت الفاضلة: بما أن الأمر جد في الحقيقة:
النصيحة والذي يجب أن يقال هو بأن لا تعتمدي على المنامات في تقيم الناس، وذلك لأن الصحيح أختاه أن يعمل بمثل هذه المسائل المهمة جداً بالأحكام الشرعية وليس بالأحلام المنامية، والأحكام الشرعية تقول في هذه المسألة من جهة المرأة فالأمر الشرعي الواجب عليها هو تحديد حال الخاطب بوضعه في ميزان الشرع، وصاحب الشرع هو الله الذي تطلبي منه في الرؤيا التي تبحث فيها عن ما أنت بحاجة معرفته بما يخص الشخص الذي ترغبي بالزواج به ومستقبلك معه، ومع أن الجواب الأكيد القطعي الصحيح موجود بين يديك وهو في كتاب الله وسنة رسوله صل الله عليه وسلم، ولا يصح ولا يجوز ترك مثل هذه المسائل المهمة جداً والكبيرة للمنامات التي لا أحد يستطيع أن يجزم إذا كانت رؤيا حق من الله أو حلم من الشيطان أو حديث نفس أو أضغاث أحلام لا معنى لها، وقد قال صل الله عليه وسلم: ( الرؤيا ثلاث، فرؤيا حق، ورؤيا يحدث الرجل نفسه، ورؤيا تحزن من الشيطان) رواه مسلم، فأحياناً يكون حلم من الشيطان يريد أن يفسد على الرائي ويجعل الخير شر وأحياناً العكس بأن يجعل الشر خيراً، وأحياناً تكون رؤى حديث نفس وهي ما يدور في العقل أو القلب ويسيطر على المشاعر فيراها النائم في منامه وليست رؤيا من الله، إذاً ليس كل شئ تشاهديه في المنام هو رؤيا من الله، لذلك الله سبحانه لم يكلفك في المنامات ولكنه كلفك بالشرع، وسوف يحاسبك على ما تختاريه، فإختيار الزوج أمر تكليفي، والشرع يقول بأن المرأة السعيدة الموفقة من تزوجت بالرجل الصالح، والرجل الصالح هو: صاحب الدين الصحيح الصادق وصاحب الخلق الطيب، ودليل ذلك فقد قال رسول اللَّه صل اللَّه عليه وسلم:( إِذَا خَطَبَ إِلَيْكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَزَوِّجُوهُ، إِلَّا تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ، وَفَسَادٌ عَرِيضٌ ) صحيح الترمذي، فإذا كان الخطيب رجل صاحب دين صادق وتدين مستقيم وكذلك له خلق طيب تمسك به ولا تفرط به، والدين الصحيح المقبول هو أن يكون ملتزم بأوامر الله كلها طاعة الله، ومجتنب لنواهيه كلها طاعة الله، حريص على دينه، والخلق الطيب أن يكون شجاع ليس بجبان، كريم ليس ببخيل، طيب النفس ليس بخبيث، يغار على عرضه وليس بديوث والعياذ بالله وما أكثرهم في هذا الزمان، وهكذا من هذه الصفات الطيبة فهذا هو الرجل الذي يزوج ويتمسك به وتأجر المرأة على الزواج به والصبر معه إذا كان عنده نقص في أمور الدنيا، وتكون حياتها سعيدة موفقة في الدنيا وكذلك يكون عوناً لك على الأخرة، إن شاء الله، وهناك أمور أخرى قد ترغب بها الفتاة وليست من الأصول بل هي من الفروع مثل حسن شكله وسلوبه أو أن يكون حامل شهادة عليا أو من عائلة كبيرة مشهور أو يكون رجل غني وفي هذا الزمن أن يكون حبيب، وهكذا مما يبحث عنه الناس، ولا بأس به لو توفرت ولكن لا تكون هي الأصل، فالنصيحة أختاه أن لا تتعجلي بالقرار لا بالرفض ولا بالقبول حتى لا تندمي في ما بعد لا قدر الله، حتى تتأكدي من توفر هذه الشروط، وبعد ذلك هناك الإستخارة وهي صلاة تؤدى ويقال فيها دعاء الإستخارة قبل السلام، وتكون بعد ما أن تعزم أمرك على فعل أمر ما خصوصاً إذا جهلت خيره من شره، ثم تعمل على تكملته فإذا تيسرت الأمور وتسهلت فقد أختاره الله لك، وإذا تعسرت وتصعبت كذلك يكون الله قد أختار أن يصرفه عنك، وهذه هي السنة في الإستخارة. ولا يعمل بإستخارة على شئ حرام أو غير صحيح، ولا على خاطب لا تتوفر فيه الشروط الشرعية المذكورة، وكذلك هناك غير الإستخارة الإستشارة ممن له حكمة وخبرة وتجربة وخصوصاً ممن يعرف الخطيب معرفة أكيدة،
والله أعلم.